على اثر التطور الرقمي الذي تشهده البشرية، نجح العالم الافتراضي في استقطاب جماهير غفيرة من كل الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية.
وقد أصبح هذا الفضاء الذي أطلقت عليه تسمية "الفضاء السيبرني" بمثابة مساحات عامة افتراضية شاسعة يمكن للفرد أن يشارك فيها كل ما يجول بخاطره ، وأن ينساق وراء المجموعة في مسارها المطالب نحو مزيد من الحرية.
و لا يغيب على المتأمل اليوم، أن تطور وسائل الاتصال والانترنت قد أثبتت نجاحها في كسر حواجز الزمان والمكان لتسهيل التواصل بين الأفراد، مما يفسر هذا الإقبال المكثف على استعمال تقنيات التواصل الحديثة.
إلا أن هذا الاستعمال المكثف اقترن بانتشار مظاهر خطيرة أصبحت تهدد جديا السلم الاجتماعي والعيش المشترك.
حيث أنه ومع مرور الزمن، أرتفع منسوب العنف بمواقع التواصل الافتراضي، الذي يمكن أن يصل في العديد من الاحيان الى التنمر والتحريض العنصري والإرهابي وارتكاب الاغتيالات الرمزية،
اضافة الى ذلك، فإن عدم القدرة على التحكم في جودة المعلومات المنتشرة على مواقع التواصل الافتراضي قد ساهم في بروز ظاهرة "الأخبار الزائفة " التي أصبحت تمثل تهديدا حقيقيا على الاستقرار والسلم الاجتماعي، بما تحمله من مغالطات للرأي العام وتضليل للعموم.
وفي إطار البحث عن حلول لهذا الاشكال المعاصر، دون السقوط في الاختيار بين "الأمن أو الحرية"، أصبح الحديث اليوم عن الاستعمال الآمن والمسؤول للفضاء السيبراني السبيل الوحيد لتقليل هذه الآثار السلبية.
وفي هذا لسياق يهدف هذا الدليل إلى إرشاد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وتوعيتهم حول ممارسة حرية التعبير بطريقة مسؤولة وآمنة والحد من انتشار مظاهر العنف الرقمي.
كما أن هذا الدليل يطمح إلى رفع الوعي حول كيفية ممارسة هذا الحق الجوهري بما يتجاوب مع الضوابط القانونية وفي إطار احترام حقوق الغير، لضمان التعايش السلمي المشترك.
و يعتمد هذا الدليل على مقاربة قانونية لمجموعة السلوكيات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي بغاية تقديم مجموعة من المعلومات المفيدة والتي من شأنها تمكين الأفراد من حماية أنفسهم وحماية غيرهم في الفضاء السيبيري.
للتعرف أكثر على محتوى هذا الدليل، يمكنكم الانضمام الينا لمواكبة الندوة الصحفية لعرض "الدليل القانوني لفضاء رقمي ٱمن" تحت عنوان "أمانة"

لاطلاع و تحميل الدليل عبر هذا الرابط     الدليل القانوني لفضاء رقمي آمن